التنبؤ المالي كيف تصنع خطة مالية لمنشأتك؟

‏08 مايو 2024 المالية
مشاركة

التنبؤ المالي كيف تصنع خطة مالية لمنشأتك؟

 

 

 

 

 

 

مفهوم التنبؤ المالي وأساليبه :

يُقصد بـ التنبؤ المالي أنه تحليل مجموعة من البيانات المالية، وتوقع نتائج مستقبلية دقيقة وفق ذلك.
بمعنى يعد التنبؤ بشكل عام كما ذكرنا سابقًا هو توقع الأحداث المستقبلية، أي أنه تقديرات لما يمكن حدوثه في المستقبل القريب، وفقًا لما لدينا من معلومات وبيانات متاحة.

أما بخصوص التنبؤ المالي، فهو أحد مهام المدير المالي في المنشأة، ويقصد به توقع المتطلبات المالية للمؤسسة أو الشركة على المدى الطويل أو على المدى القصير.

 

هذا هو التعريف البسيط لكن عملية تنفيذه ليست بالشيء السهل .

وتختلف عملية التنبؤ المالي من منشأة الى أخرى، نظرًا لاختلاف ظروفهما المالية وعوامل اخرى.

 

يلجأ بعض مديري المالية إلى إجراء اجتماعات مطولة للخروج بعدة افتراضات، تحتاج التحقق من صحتها، للوصول إلى نتيجة تنبؤية دقيقة.

 

لذلك فإن عملية التنبؤ المالي تجري بالتعامل مع المعلومات التالية:

 

قائمة الدخل: وهي ملف مالي يوضح حجم المبالغ التي دخلت المنشأة وخرجت منها.

الميزانية العمومية: وتشمل مراجعة دقيقة لأصول المنشأة، والتزاماتها المالية، وحقوق الملكية، وكلما كانت هذه البيانات دقيقة للغاية، زادت دقة التنبؤ المالي.

كشف التدفق النقدي: لمعرفة حجم المبالغ التي جنتها المنشأة وصرفتها في مدة زمنية محددة.

 

وكما ترى فإن عملية التنبؤ المالي في غاية الأهمية لأعمالك.

 أهمية التنبؤ المالي ؟

يمكن القول أن التنبؤ المالي يعد أمرًا ضرويًا للشركات ، للأسباب التالية:

يساعد التنبؤ المالي المنشأت  على التوسع والنمو على جميع الأصعدة والمستويات، كما يساهم في تحقيق مستوى عالي من الاستقرار المالي.

 

يعتبر التنبؤ المالي وسيلة للوصول إلى عملية تخطيط مالي مدروس حتى نعرف حجم الموارد المتاحة ومتى وكيف يمكن استخدامها، للوصول للأهداف الكبرى للمنشأة.

 

يساعد التنبؤ المالي في عملية اتخاذ القرارات المالية للمنشأة سواء على المدى الطويل و القصير .

يمكن القول أن التنبؤ المالي يعتبر أداه لتحسين أداء الإدارة المالية والاقتصادية بالمنشأة ، حيث يساعد على توقع المخاطر المالية، ومدى وحجم خطورتها وآثارها، وكيفية مواجهة هذه المخاطر، بجانب تقييم نتائج الأعمال التجارية، وتحليل القوائم المالية.

 

يساعد التنبؤ المالي على وضع الميزانية المستقبلية، وتتبع نفقات تكاليف الأنشطة مقابل الميزانية المتوقعة.

 

جذب المستثمرين لأنك تستطيع أن تقدم لهم معلومات دقيقة عن كيف سيجري استخدام أموالهم وما النتائج المترتبة على ذلك.

يساعد التنبؤ المالي على توسيع الأنشطة والأعمال مثل إطلاق خط إنتاج جديد، أو زيادة رأس مال الشركة، والقيام بعمليات الاستحواذ أو فتح منفذ بيع جديد، حيث دائما ما تكون هذه القرارات وفقًا لتطبيق عملية التنبؤ المالي.

 

 

قد تبدو عملية إعداد تنبؤ مالي عن منشأتك عملية في غاية التعقيد، لكن إذا قُسِّمت إلى خطوات بسيطة فإنها ستبدو اسهل .

أنواع التنبؤ المالي

تقوم العديد من المنشأت بتطبيق عملية التنبؤ المالي لأغراض عديدة، وهناك العديد من الأنواع حيث لكل  نوع غرض وهدف، وسنتعرف على أبرز هذه الأنواع:

 

التنبؤ المالي قصير المدى

قد تكون فترة التوقع والتنبؤ هنا شهرية أو ربع سنوية، ويعزز هذا النوع من قدرة الشركة على التكيف مع ظروف السوق المالي والوضع الاقتصادي وهي التي قد تحدث العديد من التغييرات في خطة العمل، ويركز هذا النوع على الميزانية النقدية التقديرية، الأمر الذي يساعد على التخطيط والرقابة في الأجل القصير. بحيث ويكون التنبؤ المالي قصير المدى مرتبطًا بعمليات البيع والمخزون وعمليات الإنتاج.

 

التنبؤ المالي طويل المدى

يكون هذا التنبؤ على مدار سنة او 5 سنوات ، حيث يتم وضع خطة عمل شاملة للأحداث والأنشطة المالية التي تخص المنشأة.

ويوفر هذا النوع تدفق الأموال والسيولة اللازمة لتمويل الاستثمارات والأعمال طويلة المدى ، كما يساعد هذا النوع أيضًا على تطوير خطط الأعمال في المنشأة وعمل مقارنات تحليلة في نهاية كل سنةأو فترة مالية.

 

التنبؤ ببيانات أولية :

يركز هذا النوع على التقارير المستقبلية التي تعتمد على الافتراضات التي تم التخمين بها أثناء الإعداد مثل ظروف وحالة السوق المالي المتوقعة.

ويمكن أن تفيد هذه البيانات في تحديد الإيرادات والنفقات في المستقبل ، بالإضافة إلى مساهمة هذه البيانات في وضع الميزانية.

 

التنبؤ بالدخل

يعد هذا النوع ضروري بالنسبة للمستثمرين والموردين والعديد من الأطراف المعنية في المنشأة ، فهو جزء لا يتجزأ من القيام بالتدفقات النقدية والتنبؤ بالميزانية العمومية، ولذلك يمكن اتخاذ العديد من القرارات، وفقًا للبيانات الصادرة عن هذا النوع من التوقعات. ويقوم هذا النوع على تحليل المصروفات والإيرادات، بجانب قياس معدل النمو المالي في المنشأة .

 

التنبؤ بالمبيعات

يساعد هذا النوع المؤسسات على معرفة حجم مواردها، ومتى وكيف يمكن استخدامها بأمثل الطرق .

ويقوم هذا النوع من التنبؤ المالي على توقع حجم ونسبة مبيعات المنتجات والسلع التي تروج لها المنشأة ، أو نسبة استخدامات العملاء للخدمات التي تروج لها الشركة خلال فترة مالية أو أي أنها تركز على حجم الأرباح والإيرادات. كما أنها تساعد في إعداد الميزانية وتخطيط دورات الإنتاج، بجانب إدارة الموارد وتخصيصها بشكل أكثر كفاءة.

 

التنبؤ بالميزانية

يساعد التنبؤ بالميزانية على تتبع نفقات تكاليف الأنشطة مقابل الميزانية المتوقعة والميزانية الفعلية، حيث أن الميزانية بشكل عام تحدد الوضع المالي والأداء الفعلي ككل، والتنبؤ بالميزانية يحدد نتيجة أعمال المنشأة وأنشطتها. أي أنها تخلق التوقعات حول مستقبل أداء المنشأة ، وتحديد النتيجة المثالية التي تسعى المنشأة للوصول إليها.

 

التنبؤ بالتدفق النقدي

يساعد هذا النوع أيضًا على وضع وتحديد الميزانية خاصة على المدى القصير خلال سنة مالية ، كما أنه يحدد متطلبات ومصروفات المشاريع والأنشطة.

ومن أجل التنبؤ الجيد بالتدفق النقدي يجب تحديد العديد من العوامل مثل السيولة المالية، الدخل والإيرادات والمصروفات خلال فترة مالية محددة.

ويستلزم هذا النوع تقدير تدفق النقد داخل وخارج الشركة خلال فترة مالية محددة، ولذلك هو أكثر دقة على المدى القصير.

 

لكن ننصح بالاستعانة بمتخصص مالي محترف ليعينك في إعداد العملية. إليك كيف تعدها في ثلاث خطوات.

 

 

 

 

أساليب التنبؤ المالي

توجد العديد من الأساليب الحديثة التي تلجأ إليها المنشأت عند القيام بعملية التنبؤ المالي،  حيث يقوم المحلل والمراجع المالي بعدة اساليب وطرق تساعده للحصول على التنبؤ المالي من خلال دراسة المعلومات المالية من أجل معرفة وجود علاقة بين متغيراتها، ثم تحديد أي منهما المتغير التابع والمتغير المستقل، وهناك العديد من الطرق التي تستخدم للتنبؤ، وفيما يلي أبرز أساليب التنبؤ المالي:

 

أسلوب تحليل الانحدار

يقوم هذا الأسلوب على تحليل جميع جوانب الأنشطة المالية للمنشأت من أجل الوقوف على أبرز وأهم المتطلبات المالية ، وينقسم تحليل الانحدار إلى عدة أنواع:

 

الانحدار البسيط : وهو الذي يركز على نسبة المبيعات بشكل عام طوال السنة دون دراسة تأثير المتغيرات على المبيعات.

 

الانحدار المحدد: وهو يعني أن نسبة المبيعات تتأثر بالعديد من المتغيرات التي تختلف من منشأة لأخرى، ومن فترة مالية لأخرى.

 

الانحدار الخطي: حيث يتم توضيح العلاقة بين العديد من المتغيرات من خلال رسم خطر منحدر، وذلك لدراسة تأثير هذه المتغيرات على بعضها البعض.

 

أسلوب النسبة المئوية

يساعد هذا الأسلوب في وضع الميزانية العامة للمنشأة ، ويقوم هذا الأسلوب على دراسة النسب المئوية للمبيعات والإيرادات والمصروفات.

ومن ثم يمكن التنبؤ بنسبة وأرقام المبيعات للفترة المالية القادمة، بجانب المصروفات التي سيتم إنفاقها على الأنشطة المالية للمنشأة

 

أسلوب التنبؤ النوعي

وهذا الأسلوب يعتمد على توقعات الخبراء أصحاب الخبرة في السوق وعالم المال والأعمال، ولكن يفتقر هذا الأسلوب للدقة، ويندرج تحت هذا الأسلوب الأساليب التالية:

 

بحوث السوق

أسلوب دلفي

المتوسط المتحرك

 

الموازنة العامة التقديرية

وهي تساعد المحلل المالي في الموائمة بين التدفقات النقدية الداخلة والخارجة والتي تحدث خلال فترة زمنية بسيطة مثل شهر على سبيل المثال.

فهي توقع مبني على أسس سليمة لكمية ومواعيد المقبوضات والمدفوعات النقدية المتوقعة للمنشأة خلال فترة زمنية مستقبلية معينة.

ويعد الغرض الأساسي من إعدادها هو ضمان المنشأة لاستمرارية عملياتها التشغيلية خلال فترة التخطيط وإعداد الموازنة.

 

السلاسل الزمنية

هي مجموعة القياسات التي تأخذ على ظاهرة ما خلال فترات زمنية متتابعة متساوية، ويكون بناء السلسلة الزمنية في شكل معادلات تتكون من متغيرات داخلية وخارجية.

 

بحوث العمليات

وهي تستخدم الأساليب الكمية في حل المشكلات وتنفيذ القرارات، وهناك العديد من الأمثلة الشائعة على الأساليب الكمية مثل: شجرة القرارات، البرمجة الخطية، نموذج النقل، نموذج التعيين، بجانب التحليل الشبكي، ونظرية الألعاب.

خطوات التنبؤ المالي

يعد التنبؤ المالي عملية علمية مرتبطة بخطوات يجب تنفيذها ، حتى يمكننا الحصول على بيانات دقيقة، يجب أن تمر عملية التنبؤ المالي بالخطوات التالية:

 

الخطوة الأولى: تحديد الهدف الأساسي وراء عملية التنبؤ المالي

الخطوة الثانية : التأكد من دقة النموذج المالي والبيانات المالية 

الخطوة الثالثة : جمع بيانات ودراسات سابقة عن المنشأة وأنشطتها

الخطوة الثالثة: إنشاء البيانات المطلوبة

الخطوة الرابعة : تحديد إطار زمني للتنبؤ المالي

الخطوة الخامسة : تحديد أسلوب وطريقة التنبؤ المالي الأنسب

الخطوة السادسة : رصد النتائج وتحليلها

 

الخلاصة، يمد التنبؤ المالي المنشأة وإدارتها بالإطار الذي تستند عليه عمليات التخطيط والرقابة على المشروعات والأنشطة المالية ، حيث أن التنبؤ المالي القائم على التحليل بواسطة الأساليب الرياضية والإحصائية يؤكد جودة المعلومات التي تستخدم في إعداد القوائم المالية والميزانية.